2- "سلطان لمحلة"
وجهة نظر: حلمي فاطمة
تنهل الوصية في نص "سلطان لمحلة" من الذكرى- الماضي؛ لكن الزمن فيها غير منته، و كيف يكون كذلك؟ و المبدع يريد لوصيته أن تظل بين الناس كتابة شعرية تقول الكينونة البشرية بكل البلاغة و التوصيف الممكنين فيغدو فيها من الصعب الفصل بين زمان الفعل و الفعل، و من تم تحمل عليها صفة خاصة بهذا الذي يعنيه و الذي نسميه الزمن الشعري .
إن زمن الوصية /القصيدة هو اللحظة التي مدتها هي الآن، من دون بعد ال"أين" بما هي مقولة لتحديد المكان، لذلك جاءت الوصية في آخر القصيدة خلاصة تجربة حياتية لأناس في صيغة الجمع و للزجال نفسه في صيغة المفرد، فهو يقول محذرا في الصفحة 82 :
هاد الدنيا بحر/ لا تامن ليها/ آ حياني عليها/ إلا غدرت و دارت/ دورتها دورة جناوى/ على بهيمة طاحت/ هنايا فين وكفت/ و سلات لحكاية/ واخ لقلم ما نشف/ من مداد الدواية/.
هكذا يكون الزمن في القصيدة الزجلية تدفقا للمعنى الآن-هنا، إذ لا يعقل أن تتسع القصيدة الواحدة لتقول الحياة عبر كلمة هدارة هي في القاموس العامي كلمة "الدنيا" بكل تفاصيلها و شساعتها و امتدادها "الدنيا بحر" .
لكن من أين للقصيدة كل هذه السعة ؟
يتأتى للقصيدة كل هذا و ذاك من صميم قدرة الشاعر الزجال المبدع على توليف النقيضين و المختلفين على حد سواء ... هي القصيدة قادرة على أن تقول الكينونة البشرية لأنها تثوير للعديد من المعاني من منطلق كونها لحظة انبثاق للفعل اختيارا، فوحده الشاعر له السلطة الكاملة و المطلقة على حروفه "سلطان حروفو" و إن كانت خاصية الكتابة هي أنها أبية، إلا أنها في حضرة السلطان مطيعة؛ يقول عنها الشاعر لقلع في قصيدة " سلطان لحروف" / الصفحة 21 :
يا حروف الكتبة/ كل حرف منك بحر/ ما عنده حدادة/ ما عنده بر/ ما كاين غير الما يدي الما/
ثم يتابع قائلا :
سلالة هي ما تقبل حكام/ ما يطوعها غير شيوخ لكلام/ صحاب الطابع / كبريتي لواح و ختام/ اللي بيهم بقيتي عايشة عل الدوام/ يا حروف الكتبة/ جيني و لا نجيك/ جيني ف سفة خيول حرانة/ ما يركبها/ ما يحكمها/ غير هل السروت العلامة/ و يلا جيت أنا/ نجيك ب محبة/ حينت الكتبة صدق/ حينت ولاعتها عشق/ ماشي غير آجي و كتب/ الكتبة حال/ الكتبة وجع/ الكتبة سحاب/
....يتبع...
2- "سلطان لمحلة"
وجهة نظر: حلمي فاطمة
تنهل الوصية في نص "سلطان لمحلة" من الذكرى- الماضي؛ لكن الزمن فيها غير منته، و كيف يكون كذلك؟ و المبدع يريد لوصيته أن تظل بين الناس كتابة شعرية تقول الكينونة البشرية بكل البلاغة و التوصيف الممكنين فيغدو فيها من الصعب الفصل بين زمان الفعل و الفعل، و من تم تحمل عليها صفة خاصة بهذا الذي يعنيه و الذي نسميه الزمن الشعري .
إن زمن الوصية /القصيدة هو اللحظة التي مدتها هي الآن، من دون بعد ال"أين" بما هي مقولة لتحديد المكان، لذلك جاءت الوصية في آخر القصيدة خلاصة تجربة حياتية لأناس في صيغة الجمع و للزجال نفسه في صيغة المفرد، فهو يقول محذرا في الصفحة 82 :
هاد الدنيا بحر/ لا تامن ليها/ آ حياني عليها/ إلا غدرت و دارت/ دورتها دورة جناوى/ على بهيمة طاحت/ هنايا فين وكفت/ و سلات لحكاية/ واخ لقلم ما نشف/ من مداد الدواية/.
هكذا يكون الزمن في القصيدة الزجلية تدفقا للمعنى الآن-هنا، إذ لا يعقل أن تتسع القصيدة الواحدة لتقول الحياة عبر كلمة هدارة هي في القاموس العامي كلمة "الدنيا" بكل تفاصيلها و شساعتها و امتدادها "الدنيا بحر" .
لكن من أين للقصيدة كل هذه السعة ؟
يتأتى للقصيدة كل هذا و ذاك من صميم قدرة الشاعر الزجال المبدع على توليف النقيضين و المختلفين على حد سواء ... هي القصيدة قادرة على أن تقول الكينونة البشرية لأنها تثوير للعديد من المعاني من منطلق كونها لحظة انبثاق للفعل اختيارا، فوحده الشاعر له السلطة الكاملة و المطلقة على حروفه "سلطان حروفو" و إن كانت خاصية الكتابة هي أنها أبية، إلا أنها في حضرة السلطان مطيعة؛ يقول عنها الشاعر لقلع في قصيدة " سلطان لحروف" / الصفحة 21 :
يا حروف الكتبة/ كل حرف منك بحر/ ما عنده حدادة/ ما عنده بر/ ما كاين غير الما يدي الما/
ثم يتابع قائلا :
سلالة هي ما تقبل حكام/ ما يطوعها غير شيوخ لكلام/ صحاب الطابع / كبريتي لواح و ختام/ اللي بيهم بقيتي عايشة عل الدوام/ يا حروف الكتبة/ جيني و لا نجيك/ جيني ف سفة خيول حرانة/ ما يركبها/ ما يحكمها/ غير هل السروت العلامة/ و يلا جيت أنا/ نجيك ب محبة/ حينت الكتبة صدق/ حينت ولاعتها عشق/ ماشي غير آجي و كتب/ الكتبة حال/ الكتبة وجع/ الكتبة سحاب/
....يتبع...