نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط سياسية الخصوصية.
 
 
 
google play

 
newpress24.ma
 
آخر الأخبار
مصالح
تابعونا على فيسبوك

أرشيف الأخبار
+ Année 2023
 -  Année 2023
 Juin 2023
 Mai 2023
 Avril 2023
 Mars 2023
 Février 2023
 Janvier 2023
+ Année 2022
 -  Année 2022
 Décembre 2022
 Novembre 2022
 Octobre 2022
 Septembre 2022
 Août 2022
 Juillet 2022
 Juin 2022
 Mai 2022
 Avril 2022
 Mars 2022
 Février 2022
 Janvier 2022
+ Année 2021
 -  Année 2021
 Décembre 2021
 Novembre 2021
 Octobre 2021
 Septembre 2021
 Août 2021
 Juillet 2021
 Juin 2021
 Mai 2021
 Avril 2021
 Mars 2021
 Février 2021
 Janvier 2021
+ Année 2020
 -  Année 2020
 Décembre 2020
 Novembre 2020
 Octobre 2020
 Septembre 2020
 Août 2020
 Juillet 2020
 Juin 2020
 Mai 2020
 Avril 2020
 Mars 2020
 Février 2020
 Janvier 2020
+ Année 2019
 -  Année 2019
 Décembre 2019
 Novembre 2019
 Octobre 2019
 Septembre 2019
 Août 2019
 Juillet 2019
 Mars 2019
 Février 2019
 Janvier 2019
+ Année 2018
 -  Année 2018
 Décembre 2018
 Novembre 2018
 Octobre 2018
 ↑  
للإتصال بنا
الأخبار


سعيد رحيم

ظلت الحروب ولاتزال مصدر إلهام لتطور العلوم، خاصة في مجال الصناعات الحربية، إعمالا لغريزة البقاء، التي تصارع اليوم شبح الفناء.

فقد شهدت البشرية عبر كل العصور انخراط كل الأمم والشعوب في مسلسل ابتكار أساليب المقاومة والحماية من الأخطار الخارجية، بل حتى ابتكار أسلحة الهجوم على الغير،  بدافع تضخيم نفس غريزة البقاء.

وكما تطرق إلى ذلك كثيرون عند تحليلهم دواعي الصراعات البشرية ضد الطبيعة أو ضد بعضهم البعض، فإن الملكية الخاصة وحب السيطرة والاستحواذ، مثلت عبر العصور ولا تزال مصدرا لحروب عجلت بتطور أدوات الحرب. وقد تم التطرق إلى ذلك مثلا في "الثالوث المحرم" وفي أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" لبوعلي ياسين وفريدريك أنجلس، على التوالي.

عبر هذا المعطى الجامع تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، تطورت آليات و أدوات السيطرة على الأخر؛ من صناعة السلاح الحجري إلى الكمامة مرورا بالسلاح النووي  ثم البيولوجي والكيماوي. وفي كل محطات الصراع  ظلت الكلمة الأخيرة للسلاح، الذي غير مجرى التاريخ. كما نشاهده اليوم.

  ومع بداية القرن العشرين، الذي شهد حروبًا دولية وعالمية تفننت دول عظمى بشكل جنوني في اختراع ما أصبح يطلق عليه " الأسلحة الذكية"

وشكلت الحرب العالمية الثانية محطة رئيسية في التطورات المذهلة للتسلح عززتها الحرب الباردة. وكانت بريطانيا، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، قد لجأت من قبل، ولكي تضمن النصر، إلى الاعتماد على العالِم أو المهندس أو أي شخص يساهم بالعمل الجاد في تطوير البحث التقني والعلمي والتنمية، "منعزلا" في المختبرات وأوراش العمل، بهدف محو العدو. وهو ما أطلقت عليه لفظة "بوفينز"(Boffins).

لم يقتصر استعمال الأسلحة الفتاكة فقط على إبادة العدو، الذي هو بشر، بل امتد إلى نشر السموم على الأراضي الزراعية وانتشار الفيروسات والأوبئة والعاهات الخلقية والأمراض غير المعروفة لحد الآن والاضطرابات النفسية والعقلية، في أكثر من بلد في العالم. حتى أن اقتران جشع الملكية الخاصة بغريزة البقاء أصبح يدفع البشرية نحو ابتكار أسباب الفناء.

من ذلك؛ فقد بلغ الإنفاق العالمي على التسلح لعام 2018، ووفقا لتقارير معهد استوكهولم لأبحاث السلام الدولي، 1.8 ترليون دولار  بزيادة قدرها 2.6% مقارنة بعام 2017. وطبعا تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الترتيب العالمي ومجموع إنفاق حلف الناتو ( 849,875,309,000 مليار دولار) ومجموع إنفاق العسكري للاتحاد الأوروبي (592,745,000,000 مليار دولار).. أرقام خيالية وأخرى مهولة في باقي بلدان التصنيع العسكري في روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا .. فيما السعودية وإسرائيل على قائمة البلدان في الشرق الأوسط.

إلى ذلك؛ لا تخفى في هذا الصدد المخاوف التي تشكلها الأبحاث الصناعية في مجال صناعة آلة الروبو العسكري لشن حروب خالية من أي وازع بشري.

لكن مع وباء كورونا ظهر كل هذا الإنفاق العسكري المهول والخيالي بدون جدوى.. عاجزة عن محاربة عدو لا وزن له !

وبما أن العالم ليس متجانسا في أفكاره وفي اختياراته فإن هذه الجائحة تعيد إلى الأذهان خطاب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، وهو يتحدث إلى شعبه عن أهداف الثورة الكوبية ضد خطر إفنائها من قبل الامبريالية الأمريكية المجاورة، يقول فيه: "بلادنا لا تسقط القنابل على الآخرين ولا ترسل آلاف الطائرات لقصف المدن ولا تملك أسلحة نووية ولا كميائية ولا بيولوجية، بل تعول كوبا - التي هي جزيرة صغيرة بين الأمريكيتين- على عشرات الآلاف من العلماء الذين بالإضافة إلى أطباء نشأوا على فكرة إنقاذ حياة الآخرين ..

وأضاف في نفس الخطاب :" .. في بلدنا يعكف الباحثون على مداواة الأمراض بفضل التلاقيح التي يتم إنتاجها عبر تقنيات المعالجة الجنية ..وعبر علم المناعة الجزئية التي تهاجم مباشرة الخلايات الخبيثة، التي تمنع الشفاء.." مشيرا إلى أن بلده ترسل إلى الأماكن الأكثر فقرا في العالم..أطباء لا أسلحة ذكية تسقط الآلاف، لأنه وبعد كل شيء سلاح يقتل بالخيانة، ولكن قطعا هو ليس سلاحا ذكيا !".

وقد شهد العالم بمناسبة جائحة كورونا، فعلا، وفودا من الأطباء الكوبيين قدموا خدماتهم على الصعيد الدولي في أكثر المناطق تأخرا ونقصا في العلاج..بما في ذلك في دول الاتحاد الأوروبي، الموجوع.

إنه أفضل تعبير أمام عجز ترسانات من الأسلحة العسكرية البليدة، التي لم تعد قادرة على تغيير مجرى التاريخ بعجزها عن مواجهة عدو مثّل شبحاً لفناء البشرية، لا يتعدى قطره 80 نانومترا، أي أقل بألف مرة من شعرة في رأس إنسان.

إقرأ المزيد إقرأ المزيد


سعيد رحيم

ظلت الحروب ولاتزال مصدر إلهام لتطور العلوم، خاصة في مجال الصناعات الحربية، إعمالا لغريزة البقاء، التي تصارع اليوم شبح الفناء.

فقد شهدت البشرية عبر كل العصور انخراط كل الأمم والشعوب في مسلسل ابتكار أساليب المقاومة والحماية من الأخطار الخارجية، بل حتى ابتكار أسلحة الهجوم على الغير،  بدافع تضخيم نفس غريزة البقاء.

وكما تطرق إلى ذلك كثيرون عند تحليلهم دواعي الصراعات البشرية ضد الطبيعة أو ضد بعضهم البعض، فإن الملكية الخاصة وحب السيطرة والاستحواذ، مثلت عبر العصور ولا تزال مصدرا لحروب عجلت بتطور أدوات الحرب. وقد تم التطرق إلى ذلك مثلا في "الثالوث المحرم" وفي أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" لبوعلي ياسين وفريدريك أنجلس، على التوالي.

عبر هذا المعطى الجامع تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، تطورت آليات و أدوات السيطرة على الأخر؛ من صناعة السلاح الحجري إلى الكمامة مرورا بالسلاح النووي  ثم البيولوجي والكيماوي. وفي كل محطات الصراع  ظلت الكلمة الأخيرة للسلاح، الذي غير مجرى التاريخ. كما نشاهده اليوم.

  ومع بداية القرن العشرين، الذي شهد حروبًا دولية وعالمية تفننت دول عظمى بشكل جنوني في اختراع ما أصبح يطلق عليه " الأسلحة الذكية"

وشكلت الحرب العالمية الثانية محطة رئيسية في التطورات المذهلة للتسلح عززتها الحرب الباردة. وكانت بريطانيا، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، قد لجأت من قبل، ولكي تضمن النصر، إلى الاعتماد على العالِم أو المهندس أو أي شخص يساهم بالعمل الجاد في تطوير البحث التقني والعلمي والتنمية، "منعزلا" في المختبرات وأوراش العمل، بهدف محو العدو. وهو ما أطلقت عليه لفظة "بوفينز"(Boffins).

لم يقتصر استعمال الأسلحة الفتاكة فقط على إبادة العدو، الذي هو بشر، بل امتد إلى نشر السموم على الأراضي الزراعية وانتشار الفيروسات والأوبئة والعاهات الخلقية والأمراض غير المعروفة لحد الآن والاضطرابات النفسية والعقلية، في أكثر من بلد في العالم. حتى أن اقتران جشع الملكية الخاصة بغريزة البقاء أصبح يدفع البشرية نحو ابتكار أسباب الفناء.

من ذلك؛ فقد بلغ الإنفاق العالمي على التسلح لعام 2018، ووفقا لتقارير معهد استوكهولم لأبحاث السلام الدولي، 1.8 ترليون دولار  بزيادة قدرها 2.6% مقارنة بعام 2017. وطبعا تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الترتيب العالمي ومجموع إنفاق حلف الناتو ( 849,875,309,000 مليار دولار) ومجموع إنفاق العسكري للاتحاد الأوروبي (592,745,000,000 مليار دولار).. أرقام خيالية وأخرى مهولة في باقي بلدان التصنيع العسكري في روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا .. فيما السعودية وإسرائيل على قائمة البلدان في الشرق الأوسط.

إلى ذلك؛ لا تخفى في هذا الصدد المخاوف التي تشكلها الأبحاث الصناعية في مجال صناعة آلة الروبو العسكري لشن حروب خالية من أي وازع بشري.

لكن مع وباء كورونا ظهر كل هذا الإنفاق العسكري المهول والخيالي بدون جدوى.. عاجزة عن محاربة عدو لا وزن له !

وبما أن العالم ليس متجانسا في أفكاره وفي اختياراته فإن هذه الجائحة تعيد إلى الأذهان خطاب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، وهو يتحدث إلى شعبه عن أهداف الثورة الكوبية ضد خطر إفنائها من قبل الامبريالية الأمريكية المجاورة، يقول فيه: "بلادنا لا تسقط القنابل على الآخرين ولا ترسل آلاف الطائرات لقصف المدن ولا تملك أسلحة نووية ولا كميائية ولا بيولوجية، بل تعول كوبا - التي هي جزيرة صغيرة بين الأمريكيتين- على عشرات الآلاف من العلماء الذين بالإضافة إلى أطباء نشأوا على فكرة إنقاذ حياة الآخرين ..

وأضاف في نفس الخطاب :" .. في بلدنا يعكف الباحثون على مداواة الأمراض بفضل التلاقيح التي يتم إنتاجها عبر تقنيات المعالجة الجنية ..وعبر علم المناعة الجزئية التي تهاجم مباشرة الخلايات الخبيثة، التي تمنع الشفاء.." مشيرا إلى أن بلده ترسل إلى الأماكن الأكثر فقرا في العالم..أطباء لا أسلحة ذكية تسقط الآلاف، لأنه وبعد كل شيء سلاح يقتل بالخيانة، ولكن قطعا هو ليس سلاحا ذكيا !".

وقد شهد العالم بمناسبة جائحة كورونا، فعلا، وفودا من الأطباء الكوبيين قدموا خدماتهم على الصعيد الدولي في أكثر المناطق تأخرا ونقصا في العلاج..بما في ذلك في دول الاتحاد الأوروبي، الموجوع.

إنه أفضل تعبير أمام عجز ترسانات من الأسلحة العسكرية البليدة، التي لم تعد قادرة على تغيير مجرى التاريخ بعجزها عن مواجهة عدو مثّل شبحاً لفناء البشرية، لا يتعدى قطره 80 نانومترا، أي أقل بألف مرة من شعرة في رأس إنسان.

إغلاق إغلاق


أحوال الطقس
عدد الزوار

 119967 زائر

 2 زائر حاليا