* سعيد رحيم
ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، هولندا، إسبانيا، البرتغال وإيطاليا.. كلها دول أوروبية لها ماضي استعماري بتحالف مع أمريكا في مختلف بقاع العالم، هي التي تقف اليوم خلف حلف شمال الأطلسي، القابع على تخوم أوكرانيا حيث الحرب مع روسيا، التي اندلعت في 24 فبراير 2022.
هدف "الناتو"، الذي نشأ عام 1949 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تمثل في الدفاع عن مصالح الغرب الرأسمالي وفي لتصدي لتوسع الاتحاد السوفياتي في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وقد قابله من الجهة الشرقية لأوروبا حلف "وارسو" (معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة)، الذي نشأ في عام 1955، كنقيض إشتراكي ضد الأطماع التوسعية الرأسمالية، التي بدأت تفقد الكثير من مستعمراتها في العالم، مع مطلع النصف الثاني من القرن 20، بفضل الحركات الاستقلالية في كل من إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، المدعومة أغلبها من السوفيات،آنذاك، ودخول العالم في نفق طويل من الحرب الباردة - بين قطبين نوويين - لم يمر دون حروب بالوكالة وسقوط الضحايا.
في نهاية 1991 انهار الاتحاد السوفياتي وانهار معه مباشرة حلف وارسو، وظهرت معالم العالم الجديد بالقطب الوحيد تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من البلدان الأوروبية ذات الماضي الاستعماري المعروف.
ويعلم الجميع أنه قبيل نهاية النصف الأول من القرن الماضي وُضع مصير أوروبا على المحك. بحيث سقط منذ عام 1933 بين فكي الاجتياح العنصري النازي واحتلالها من قبل ألمانيا الهتليرية المتحافة مع النزعة الفاشية لموسوليني في إيطاليا. ولم تتحرر أوروبا الهرمة والأمبراطورية الأوروبية لما وراء البحار إلا بعد هزيمة الغزو العسكري النازي على يد الجيش الأحمر للاتحاد السوفياتي. وبقدر ما أعاد الاتحاد السوفياتي الروح والحرية للقارة الأوروبية فتح المجال لدعم حركات التحرر الوطني في كل المستعمرات الأوروبية ورفع يد الولايات المتحدة الأمريكية عن أسواق العبيد وحررهم في القارتين أمريكيتين وإفريقيا، على وجه الخصوص.
انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 91 غذّى آمال الكثيرين في انبثاق عصر العدالة والحرية والكرامة الإنسانية المفتقدة للكثيرين على الأرض. عززت ذلك اتفاقات الحد من انتشار الأسلحة النووية وغير التقليدية ووعود وقف زحف "الناتو" في شرق أوروبا، خصوصا في الجمهوريات السوفياتية المنفصلة.
وحتى لا يضيع الخيط الناظم في استغوار مكامن تطلعات الشعوب والقوى المحبة للسلام وللأمل المنشود من القطب العالمي الوحيد، فقد تابع الناس في آسيا وإفريقيا، بصمت الخرفان، كيف تم تقطيع أوصال يوغوسلافيا إلى جزيئات، مباشرة بعد انهيار السوفيات، لسبب واحد هو أن يوغوسلافيا السابقة دولة إشتراكية أثبتت مناهضتها للاستعمار الأوروبي وقدمت دعما لحركات التحرر في العالم. ومع بروز الأمل في التخلص من الأربارتهايد في جنوب إفريقيا عولت قوى السلام ومقاومة الاستعمار على هذا القطب الوحيد لحل المعضلة الأكبر في العالم؛ القضية الفلسطينية.
إن عدم حل القضية الفلسطينية طبقا لقرارات الشرعية الأممية ومواثيق حقوق الإنسان واتفاقات جنيف الخاصة بحماية شعب تحت الاحتلال، واستعمال القضية الفلسطينية ورقة للعبور لتدمير العراق وسوريا.. والإبقاء على إسرائيل قوة نووية واحتلال فوق القوانين من جهة و الاستمرار ليس فقط في الاحتفاظ بالدرع العسكري الناتو بل بالزحف به باتجاه أوروبا الشرقية وروسيا في أفق نزاع تبدو ملامحه مستقبلا مع الصين، ومن جهة أخرى لتأكيد صريح على أن مقولات " موت عصر الإيديولوجيات" و"نهاية التاريخ" و"إرساء قيم العالم الحر"... ليست سوى بروباغاندا لعودة الحركات الإستعمارية مدعومة هذه المرة بطعم العنصرية والنازية الجديدة والعودة إلى نهب ثروات الشعوب التي أججها في السابق الزحف الفاشيستي النازي وقضى عليها الإتحاد الروسي (السوفياتي سابقا) والحركات الاستقلالية، التي تضررت بدورها من العالم ذي القطب الوحيد.
* سعيد رحيم
ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، هولندا، إسبانيا، البرتغال وإيطاليا.. كلها دول أوروبية لها ماضي استعماري بتحالف مع أمريكا في مختلف بقاع العالم، هي التي تقف اليوم خلف حلف شمال الأطلسي، القابع على تخوم أوكرانيا حيث الحرب مع روسيا، التي اندلعت في 24 فبراير 2022.
هدف "الناتو"، الذي نشأ عام 1949 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تمثل في الدفاع عن مصالح الغرب الرأسمالي وفي لتصدي لتوسع الاتحاد السوفياتي في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وقد قابله من الجهة الشرقية لأوروبا حلف "وارسو" (معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة)، الذي نشأ في عام 1955، كنقيض إشتراكي ضد الأطماع التوسعية الرأسمالية، التي بدأت تفقد الكثير من مستعمراتها في العالم، مع مطلع النصف الثاني من القرن 20، بفضل الحركات الاستقلالية في كل من إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، المدعومة أغلبها من السوفيات،آنذاك، ودخول العالم في نفق طويل من الحرب الباردة - بين قطبين نوويين - لم يمر دون حروب بالوكالة وسقوط الضحايا.
في نهاية 1991 انهار الاتحاد السوفياتي وانهار معه مباشرة حلف وارسو، وظهرت معالم العالم الجديد بالقطب الوحيد تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من البلدان الأوروبية ذات الماضي الاستعماري المعروف.
ويعلم الجميع أنه قبيل نهاية النصف الأول من القرن الماضي وُضع مصير أوروبا على المحك. بحيث سقط منذ عام 1933 بين فكي الاجتياح العنصري النازي واحتلالها من قبل ألمانيا الهتليرية المتحافة مع النزعة الفاشية لموسوليني في إيطاليا. ولم تتحرر أوروبا الهرمة والأمبراطورية الأوروبية لما وراء البحار إلا بعد هزيمة الغزو العسكري النازي على يد الجيش الأحمر للاتحاد السوفياتي. وبقدر ما أعاد الاتحاد السوفياتي الروح والحرية للقارة الأوروبية فتح المجال لدعم حركات التحرر الوطني في كل المستعمرات الأوروبية ورفع يد الولايات المتحدة الأمريكية عن أسواق العبيد وحررهم في القارتين أمريكيتين وإفريقيا، على وجه الخصوص.
انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 91 غذّى آمال الكثيرين في انبثاق عصر العدالة والحرية والكرامة الإنسانية المفتقدة للكثيرين على الأرض. عززت ذلك اتفاقات الحد من انتشار الأسلحة النووية وغير التقليدية ووعود وقف زحف "الناتو" في شرق أوروبا، خصوصا في الجمهوريات السوفياتية المنفصلة.
وحتى لا يضيع الخيط الناظم في استغوار مكامن تطلعات الشعوب والقوى المحبة للسلام وللأمل المنشود من القطب العالمي الوحيد، فقد تابع الناس في آسيا وإفريقيا، بصمت الخرفان، كيف تم تقطيع أوصال يوغوسلافيا إلى جزيئات، مباشرة بعد انهيار السوفيات، لسبب واحد هو أن يوغوسلافيا السابقة دولة إشتراكية أثبتت مناهضتها للاستعمار الأوروبي وقدمت دعما لحركات التحرر في العالم. ومع بروز الأمل في التخلص من الأربارتهايد في جنوب إفريقيا عولت قوى السلام ومقاومة الاستعمار على هذا القطب الوحيد لحل المعضلة الأكبر في العالم؛ القضية الفلسطينية.
إن عدم حل القضية الفلسطينية طبقا لقرارات الشرعية الأممية ومواثيق حقوق الإنسان واتفاقات جنيف الخاصة بحماية شعب تحت الاحتلال، واستعمال القضية الفلسطينية ورقة للعبور لتدمير العراق وسوريا.. والإبقاء على إسرائيل قوة نووية واحتلال فوق القوانين من جهة و الاستمرار ليس فقط في الاحتفاظ بالدرع العسكري الناتو بل بالزحف به باتجاه أوروبا الشرقية وروسيا في أفق نزاع تبدو ملامحه مستقبلا مع الصين، ومن جهة أخرى لتأكيد صريح على أن مقولات " موت عصر الإيديولوجيات" و"نهاية التاريخ" و"إرساء قيم العالم الحر"... ليست سوى بروباغاندا لعودة الحركات الإستعمارية مدعومة هذه المرة بطعم العنصرية والنازية الجديدة والعودة إلى نهب ثروات الشعوب التي أججها في السابق الزحف الفاشيستي النازي وقضى عليها الإتحاد الروسي (السوفياتي سابقا) والحركات الاستقلالية، التي تضررت بدورها من العالم ذي القطب الوحيد.