سعيد رحيم
تداول المتدخلون في الملتقى الثاني للكاريكاتور المنعقد يومي 13و1 ماي 2022 بدار الثقافة بالمحمدية حول الإشكاليات التي أصبح يطرحها فن الرسم الكاريكاتوري على مستوى علاقته بمهنة الصحافة وبالديمقراطية وحرية التعبير.
وأبرزت الكلمة التقديمية لهذا الملتقى، الذي تنظمه جمعية الشعلة للتربية والثقافة تحت شعار " الكاريكاتور مرآة المجتمع" المكانة المهمة للكاريكاتور ضمن ثقافة المجتمعات البشرية باعتباره لغة تواصلية عالمية تتميز بالسخرية ويتخاطب بها الناس لفهم الإشكالات والمواضيع المجتمعية والسياسية .. المختلفة.
وألقى الفنان التشكيلي شفيق الزكاري وهو صحفي مختص في قضايا الثقافة والفنون لمحة تاريخية على التاريخ الحديث للكاريكاتور باعتباره جنسا تعبيريا اختزاليا يطرح قضايا كبرى عالميا، ويعتمد تقنيات العمل الأكاديمية وله شخوصه المتميز بنوعية حمولتها الاجتماعية أو السياسية.. ومتابعتها للقضايا وطرح الأسئلة الجوهرية للمجتمع من خلال أسلوب السخرية النقدية دون الحاجة إلى طرح أجوبة، بالضرورة.
وأشار بهذه المناسبة - التي نظمتها الجمعية تكريما للكاريكاتوريست الراحل إبراهيم لمهادي - إلى المراحل التي مر منها الكاريكاتور وما عرفه من مضايقات على عهد نظام الحماية الفرنسي، على غرار ما كانت تتعرض باقي أجناس والمقالات الصحفية في الجرائد الوطنية. ثم الانتقال إلى النحث كإضافة نوعية مؤكد على ضرورة الاهتمام بهذا الفن وتشجيعه على الحرية والإبداع الذي يتطور بفضل مناضليه.
واستعرض بلعيد بوميد الصحفي الرياضي والكاريكاتوريست المهني الجوانب الأدبية والتقنية المرتبطة فن الكاريكاتور مشيرا إلى أنه الفن الأسهل عملا لكنه صعب التداعيات لما تنطوي عليه تأويلات المتلقين باختلاف درجاتهم وتكويناتهم في المجال. وفي نظره فأن مواضيع الكاريكاتور تبدأ بسيطة وتنتهي إلى التعقيد.. كما أنه فن لا يقتصر على الرسم وله مرجعيات وفيه مصالح.
وقال أيضا أن هذا الفن الصحفي يتناول قضايا تشمل الفلسفة والسياسة بصورة ساخرة من شأنها أن تتجاوب مع روح النكثة والضحك عند المواطن المتلقي، خصوصا في ظل الثقافة والتراث المغربيين المعروفين طابعهما النقدي الساخر فيه مواضيع نقدية. لكنه اعر عن أمله في أن تنفتح المدرسة العمومية المغربية على هذا الجنس الفني الصحفي الذي يحتاج إلى تكوين أكاديمي شامل.
ومن جانبه اعتبر الشاعر والكاتب الصحفي حسن نجمي المناسبة تكريما للكاريكاتور اعتباره نضالا و"سليل الحرية"، على حد تعبيريه، يتألق كممارسة فنية تتطور في المناخ الديمقراطية ولا ينفصل عن باقي الفنون التشكيلية في العالم مشيرا إلى أن الكاريكاتور مهنة من مهن الصحافة وفن "تقليلي" بدل الاختزال.
وأشار كذلك إلى أن الكاريكاتور فن بصري مرتبط بالسخرية وخطاب يتداخل فيه اللساني والأدبي والجمالي ما يخلق لونا من ألوان المعدد للسخرية الانتقادية المثيرة للضحك. ولذلك ، برأيه، علاقة بالسخرية الأدبية، خاصة في ميادين الشعر والزجل. إنه "ليس مرآة للمجتمع بل مرآة تقلب الوجوه، مما يعطي للموضوع شحنة من السخرية تستهدف من يملك السلطة ولا يقوم بمسؤولياته". وهو عمل يشمل دراسات متخصصة ومتعددة تمنح للممارس مرجعيته الفكرية والإيديولوجية التي تجنبه القطيعة والحذر في التعبير، كما الحال في باقي أجناس صحافة.
وقال خالد كدار الممارس المهني للكاريكاتور أن هذا الأخير ولد من رحم الفن ولكنه تربى وترعرع في كنف الصحافة. وهو يختزل كل أجناس الصحفية مع احترامه لجميع شروط العمل الصحفي وقواعد الصحافة بمصطلحاتها.
وانطلاقا من تجربته الخاصة فإن الممارسة في هذا الميدان تحتاج إلى حنكة وعمل وطويل المدى خلق الشخوص وكذلك الحاجة إلى قارئ الكاريكاتور على دراية بتأويل الرموز. وأبرز في الوقت ذاته معاناة الكاركاريست مع رئاسة التحرير، الناجمة عن الإفراط في الحذر أكثر من اللازم مؤكد على الحاجة إلى التعاقد المهني.
وانتقد في هذا السياق الروسومات المسيئة للديانات باعتبارها لا ترقى إلى التعبير الحر وليس فيها جديد وهدفها الإساءة إلى الآخر المغاير وإثارة الحزازات العدائية ين العقائد وخلق نقاش مغلوط حول الحرية والديمقراطية وحرية التعبير.
وتتواصل فعاليات هذا الملتقى بمداخلات موضوعاتية إلى غاية ما بعد ظهر اليوم نفس المكان.
سعيد رحيم
تداول المتدخلون في الملتقى الثاني للكاريكاتور المنعقد يومي 13و1 ماي 2022 بدار الثقافة بالمحمدية حول الإشكاليات التي أصبح يطرحها فن الرسم الكاريكاتوري على مستوى علاقته بمهنة الصحافة وبالديمقراطية وحرية التعبير.
وأبرزت الكلمة التقديمية لهذا الملتقى، الذي تنظمه جمعية الشعلة للتربية والثقافة تحت شعار " الكاريكاتور مرآة المجتمع" المكانة المهمة للكاريكاتور ضمن ثقافة المجتمعات البشرية باعتباره لغة تواصلية عالمية تتميز بالسخرية ويتخاطب بها الناس لفهم الإشكالات والمواضيع المجتمعية والسياسية .. المختلفة.
وألقى الفنان التشكيلي شفيق الزكاري وهو صحفي مختص في قضايا الثقافة والفنون لمحة تاريخية على التاريخ الحديث للكاريكاتور باعتباره جنسا تعبيريا اختزاليا يطرح قضايا كبرى عالميا، ويعتمد تقنيات العمل الأكاديمية وله شخوصه المتميز بنوعية حمولتها الاجتماعية أو السياسية.. ومتابعتها للقضايا وطرح الأسئلة الجوهرية للمجتمع من خلال أسلوب السخرية النقدية دون الحاجة إلى طرح أجوبة، بالضرورة.
وأشار بهذه المناسبة - التي نظمتها الجمعية تكريما للكاريكاتوريست الراحل إبراهيم لمهادي - إلى المراحل التي مر منها الكاريكاتور وما عرفه من مضايقات على عهد نظام الحماية الفرنسي، على غرار ما كانت تتعرض باقي أجناس والمقالات الصحفية في الجرائد الوطنية. ثم الانتقال إلى النحث كإضافة نوعية مؤكد على ضرورة الاهتمام بهذا الفن وتشجيعه على الحرية والإبداع الذي يتطور بفضل مناضليه.
واستعرض بلعيد بوميد الصحفي الرياضي والكاريكاتوريست المهني الجوانب الأدبية والتقنية المرتبطة فن الكاريكاتور مشيرا إلى أنه الفن الأسهل عملا لكنه صعب التداعيات لما تنطوي عليه تأويلات المتلقين باختلاف درجاتهم وتكويناتهم في المجال. وفي نظره فأن مواضيع الكاريكاتور تبدأ بسيطة وتنتهي إلى التعقيد.. كما أنه فن لا يقتصر على الرسم وله مرجعيات وفيه مصالح.
وقال أيضا أن هذا الفن الصحفي يتناول قضايا تشمل الفلسفة والسياسة بصورة ساخرة من شأنها أن تتجاوب مع روح النكثة والضحك عند المواطن المتلقي، خصوصا في ظل الثقافة والتراث المغربيين المعروفين طابعهما النقدي الساخر فيه مواضيع نقدية. لكنه اعر عن أمله في أن تنفتح المدرسة العمومية المغربية على هذا الجنس الفني الصحفي الذي يحتاج إلى تكوين أكاديمي شامل.
ومن جانبه اعتبر الشاعر والكاتب الصحفي حسن نجمي المناسبة تكريما للكاريكاتور اعتباره نضالا و"سليل الحرية"، على حد تعبيريه، يتألق كممارسة فنية تتطور في المناخ الديمقراطية ولا ينفصل عن باقي الفنون التشكيلية في العالم مشيرا إلى أن الكاريكاتور مهنة من مهن الصحافة وفن "تقليلي" بدل الاختزال.
وأشار كذلك إلى أن الكاريكاتور فن بصري مرتبط بالسخرية وخطاب يتداخل فيه اللساني والأدبي والجمالي ما يخلق لونا من ألوان المعدد للسخرية الانتقادية المثيرة للضحك. ولذلك ، برأيه، علاقة بالسخرية الأدبية، خاصة في ميادين الشعر والزجل. إنه "ليس مرآة للمجتمع بل مرآة تقلب الوجوه، مما يعطي للموضوع شحنة من السخرية تستهدف من يملك السلطة ولا يقوم بمسؤولياته". وهو عمل يشمل دراسات متخصصة ومتعددة تمنح للممارس مرجعيته الفكرية والإيديولوجية التي تجنبه القطيعة والحذر في التعبير، كما الحال في باقي أجناس صحافة.
وقال خالد كدار الممارس المهني للكاريكاتور أن هذا الأخير ولد من رحم الفن ولكنه تربى وترعرع في كنف الصحافة. وهو يختزل كل أجناس الصحفية مع احترامه لجميع شروط العمل الصحفي وقواعد الصحافة بمصطلحاتها.
وانطلاقا من تجربته الخاصة فإن الممارسة في هذا الميدان تحتاج إلى حنكة وعمل وطويل المدى خلق الشخوص وكذلك الحاجة إلى قارئ الكاريكاتور على دراية بتأويل الرموز. وأبرز في الوقت ذاته معاناة الكاركاريست مع رئاسة التحرير، الناجمة عن الإفراط في الحذر أكثر من اللازم مؤكد على الحاجة إلى التعاقد المهني.
وانتقد في هذا السياق الروسومات المسيئة للديانات باعتبارها لا ترقى إلى التعبير الحر وليس فيها جديد وهدفها الإساءة إلى الآخر المغاير وإثارة الحزازات العدائية ين العقائد وخلق نقاش مغلوط حول الحرية والديمقراطية وحرية التعبير.
وتتواصل فعاليات هذا الملتقى بمداخلات موضوعاتية إلى غاية ما بعد ظهر اليوم نفس المكان.