وجهة نظر: حلمي فاطمة
يتوالى إصدار الدواوين الزجلية اليوم بوثيرة متنامية تؤكدها العناوين الصادرة عن المطابع و دور النشر، و لعل الدرس النقدي لم يستوعب بعد هذه الظاهرة الثقافية الطافحة في مغرب اليوم ...." بهذه الملاحظة المثيرة للانتباه يستهل الكاتب الناقد محمد خفيفي تصديره لديوان 'سلطان لحروف' للزجال المغربي عبد الرحيم لقلع؛
لكن الناقد هنا سرعان ما ينتقل الى تعيين موقع هذا الديوان بين ما يتوالى من إصدارات قائلا : "في زحمة هذا السيل المتعدد نجد لبعض الدواوين كيميائياتها السرية في جذب القارئ نحوها، باعتبارها نصوصا شهية تستفز حواس القراءة و تعدها لولوج مسارات الفهم و التأويل، و ضمن ذلك نستقبل الانجاز الثاني للشاعر الزجال عبد الرحيم لقلع الذي وسمه ب*سلطان لحروف* .
'سلطان لحروف' قول شفيف عن وجود مركب ..
إن قراءة منصتة لما بين دفتي الديوان من كلام مدوزن بعبق المعيش اليومي الضارب في سراديب حياة الإنسان المغربي، لهو ما يمنحنا شفرة ما سماه الناقد محمد خفيفي كيميائيات سرية . إنه القصيدة ذاتها . فالقصيدة في زجل الشاعر عبد الرحيم لقلع تجسيد لوجود اقل ما يمكن ان نقول عنه هو أنه وجود مركب لحد تتداخل فيه البنيات فتنتج عقلية تروم التردد و الاضطراب في المواقف ، و تلك اهم خاصيات الوجود المركب الذي يتسم بالضبابية و انسداد الأفق ، فتقف القصيدة هنا بتعبير اليومي المعيش شامخة بما هي القصيدة-القضية-الأمل زجلا ينهل من عمق الانسان الثاوي فينا الضائع اليوم بيننا . تحضر القصيدة في أبهى الصور بلسان حال واحد من فلذات البلد، هو لسان سلطان المعنى الزجال المبدع الأبي عبد الرحيم لقلع .
بالقصيدة يؤرخ عبد الرحيم لقلع لأحداث، لشخوص و كذا لتجربة كانت في الزمان و المكان ، و حين أقول بالقصيدة فإنني لا أخبركم بما انكشف لي من بين أبيات القصيدة؛ بل فقط أشد انتباهكم إلى ما يقره هو بنفسه عن جدوى الكتابة التي بها يكون هو هو الشاعر و الإنسان على حد سواء ، هو الشاعر لا يكون كذلك إلا عندما يكتب و بدون الكتابة هو ميت.
في هذا البعد بالذات تنكشف أسرار الإبداع الحقيقي، الإبداع الذي يتحف المتلقي و يمتعه بالبديع و البلاغة و يجترح فيه ما خفي من الآلام و حرقة العيش إذ تستلب منه المعاني الإنسانية؛ يقول الزجال في نصه "مقام الكتبة"/ الصفحة 51:
اللي ما اكتب/ ما عاش / و اللي كواه الحرف/ ما يجيه ركاد/ ف فراش/
حينت الحرف منغاز/ حينت الحرف هواس/ ..
بالكتابة/ القصيدة يتسلطن الشاعر معلنا في وجه الزمن –حينما يطوي الحاضر و يرديه ماضيا؛ أي حين يجعله عرضة للنسيان لا لشيء إلا ليقبر الجميل كما القبيح اللذان يؤثتانه.. نعم يعلن الشاعر أنه بالكتابة نسك الحلم/الأمل و نطرزه من صلب الذكرى أيا كانت مرارتها؛ بالحرف-الكلمة-القصيدة نسكه وصية تتاى من جيل لآخر فنظل نحن و الأمل أحياء و لو صرنا ذكرى لأمور سلفت . و يصرخ الشاعر لقلع هكذا بالحروف كما هي مدوزنة على وثر الكلمة النوارة "لعشرة" بين ناس المدينة "فضالة" في قصيدة " سلطان لمحلة " / الصفحة 69 :
يا سلطان لمحلة/ و تاج يا مول الكربة و الخيدوس/ فوك الروس/ وصيتك راها ف البال / وصيتك فينا/ برية و مرسال/ سرها و حكامها/ طاسة و ناقوس... يتبع...
وجهة نظر: حلمي فاطمة
يتوالى إصدار الدواوين الزجلية اليوم بوثيرة متنامية تؤكدها العناوين الصادرة عن المطابع و دور النشر، و لعل الدرس النقدي لم يستوعب بعد هذه الظاهرة الثقافية الطافحة في مغرب اليوم ...." بهذه الملاحظة المثيرة للانتباه يستهل الكاتب الناقد محمد خفيفي تصديره لديوان 'سلطان لحروف' للزجال المغربي عبد الرحيم لقلع؛
لكن الناقد هنا سرعان ما ينتقل الى تعيين موقع هذا الديوان بين ما يتوالى من إصدارات قائلا : "في زحمة هذا السيل المتعدد نجد لبعض الدواوين كيميائياتها السرية في جذب القارئ نحوها، باعتبارها نصوصا شهية تستفز حواس القراءة و تعدها لولوج مسارات الفهم و التأويل، و ضمن ذلك نستقبل الانجاز الثاني للشاعر الزجال عبد الرحيم لقلع الذي وسمه ب*سلطان لحروف* .
'سلطان لحروف' قول شفيف عن وجود مركب ..
إن قراءة منصتة لما بين دفتي الديوان من كلام مدوزن بعبق المعيش اليومي الضارب في سراديب حياة الإنسان المغربي، لهو ما يمنحنا شفرة ما سماه الناقد محمد خفيفي كيميائيات سرية . إنه القصيدة ذاتها . فالقصيدة في زجل الشاعر عبد الرحيم لقلع تجسيد لوجود اقل ما يمكن ان نقول عنه هو أنه وجود مركب لحد تتداخل فيه البنيات فتنتج عقلية تروم التردد و الاضطراب في المواقف ، و تلك اهم خاصيات الوجود المركب الذي يتسم بالضبابية و انسداد الأفق ، فتقف القصيدة هنا بتعبير اليومي المعيش شامخة بما هي القصيدة-القضية-الأمل زجلا ينهل من عمق الانسان الثاوي فينا الضائع اليوم بيننا . تحضر القصيدة في أبهى الصور بلسان حال واحد من فلذات البلد، هو لسان سلطان المعنى الزجال المبدع الأبي عبد الرحيم لقلع .
بالقصيدة يؤرخ عبد الرحيم لقلع لأحداث، لشخوص و كذا لتجربة كانت في الزمان و المكان ، و حين أقول بالقصيدة فإنني لا أخبركم بما انكشف لي من بين أبيات القصيدة؛ بل فقط أشد انتباهكم إلى ما يقره هو بنفسه عن جدوى الكتابة التي بها يكون هو هو الشاعر و الإنسان على حد سواء ، هو الشاعر لا يكون كذلك إلا عندما يكتب و بدون الكتابة هو ميت.
في هذا البعد بالذات تنكشف أسرار الإبداع الحقيقي، الإبداع الذي يتحف المتلقي و يمتعه بالبديع و البلاغة و يجترح فيه ما خفي من الآلام و حرقة العيش إذ تستلب منه المعاني الإنسانية؛ يقول الزجال في نصه "مقام الكتبة"/ الصفحة 51:
اللي ما اكتب/ ما عاش / و اللي كواه الحرف/ ما يجيه ركاد/ ف فراش/
حينت الحرف منغاز/ حينت الحرف هواس/ ..
بالكتابة/ القصيدة يتسلطن الشاعر معلنا في وجه الزمن –حينما يطوي الحاضر و يرديه ماضيا؛ أي حين يجعله عرضة للنسيان لا لشيء إلا ليقبر الجميل كما القبيح اللذان يؤثتانه.. نعم يعلن الشاعر أنه بالكتابة نسك الحلم/الأمل و نطرزه من صلب الذكرى أيا كانت مرارتها؛ بالحرف-الكلمة-القصيدة نسكه وصية تتاى من جيل لآخر فنظل نحن و الأمل أحياء و لو صرنا ذكرى لأمور سلفت . و يصرخ الشاعر لقلع هكذا بالحروف كما هي مدوزنة على وثر الكلمة النوارة "لعشرة" بين ناس المدينة "فضالة" في قصيدة " سلطان لمحلة " / الصفحة 69 :
يا سلطان لمحلة/ و تاج يا مول الكربة و الخيدوس/ فوك الروس/ وصيتك راها ف البال / وصيتك فينا/ برية و مرسال/ سرها و حكامها/ طاسة و ناقوس... يتبع...