تسجيل الدخول

– الحرب والتهويش !!!! –

2023-07-23T11:08:10+00:00
2023-07-25T10:37:45+00:00
اقلام حرة
admin23 يوليو 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
– الحرب والتهويش !!!! –

مذكرات- ناصر السوسي –

زرته اليوم . وحيدا وجدته . هكذا صار . في أقصى درجات عزلته. توحده . وجدته اليوم رغم جهاز التلفاز و متابعته لأطوار مقابلة في كرة القدم . هو يعلم جيدا أنني لم أعد أتابع مباريات كرة القدم منذ عقود خلت . خفض من زعيق المعلق الرياضي . وضعت أمامه كل ماطلب مني القيام به منذ أسبوع . لم يشكرني . هو يعلم حق العلم أنني لا أنتظر جزاء و لاشكورا مادام الفعل مدنيا و التزاما مع الذات في البدء و المنتهى قبل الغير . وضع كأسا أمامي فملأه بمشروب غازي . فضلت كوب ماء عادي من ماء الحنفية لأنني دربت نفسي مذ “غنيت الربعين “على الاعتدال في نظام الحياة ومن ذلك عدم تناول أي نوع من أنواع المشروبات الغازية . صوت صديقي كان أجش . كان متقطعا لذلك اعترضتني صعوبات في فهم كلامه . اقتربت منه و أنا أضع كوب الماء الذي أتيت عليه عساني أتبين قوله . ردد كثيرا على مسامعي ” أتوني من حيث لم أحتسب !!!!! ” حينما غادرت حجرته الدكناء التي خيم عليها صهد الهجير تذكرت ان مناضلي ” المؤتمر القومي العربي ” اجتمعوا يوما بأرض السنديان و الأرز لبنان . لبنان التي في الحشا ..وفي الدم ايضا .. بيروت تحديدا . وتذكرت قول ” عسكرتاري إسلاموي صار براغماتيا، قومويا ، عروبويا، اشتراكويا ” و كان يفخر بعنتريات التحشيد و معارك الأشداق و الحروب الفموية !!!!! ويهوى “التهويش ” كما كتب الأديب الكبير ” توفيق الحكيم ” في ” عودة الوعي ” ليتلقى “دقة بعد دقة” و ليحصل بعد سلخة على سلخة أشد و أقسى وهو يواجه عدوا عرف كيف يوظف العلم و الإنسانيات سلاحا في معاركه حيث شيد جامعة قوية ليتمثل منطق العالم المعاصر فحصل من ذلك مجتمعه وعيا موضوعيا بصدد الذات والتاريخ و العلاقات الدولية وبنى مراكز ” ثينك تانك ” للاستشارات الاستراتيجية و اهتم بالمسألة الثقافية وبالفنون و الآداب الجميلة LES BELLES LETTRES من اجل استكمال بناء الإنسان بوصفة مبتدأ و خبر التنمية الشاملة .
خسر العسكرتاري القوموي، الخالد بهزائمه المتلاحقة، كل المعارك التي خاضها بالتهويش، و التنميق اللغوي لأنه لم يحسب لها حساباتها الاستراتيجية و السياسية و الاقتصادية والمعرفية، و ليبرر سوء تقديره اللاعقلاني للأمور وبكلام غير مسؤول لسورياليته يروم التملص من المسؤولية التاريخية ” كنا ننتظرهم من جهة الغرب فأتونا من جهة الشرق !!!!!!!. ” اي ” من حيث لم يحتسب !!!!! ” و “من حيث لم يظن !!!! “…
ألا يعلم الرجل أن الحرب فن، و خدعة ومباغثة ؟
لماذا لم يستوعب الرجل وهو ببلاد “طاغور ” دلالة وعمق عبارة سياسي فطن ونبيه هو “جواهر لال نهرو ” وقد نصحه بهاته الحكمة : ” إن السياسي “يحتاج إلى قليل من الشعر الأبيض !!!! ” …
من الحزم سوء الظن .
العدو عدو …
و الحرب حرب.
بهذا المعنى تضحى جميع الأسلحة ممكنة في كل منازلة مسلحة.
لاوجود لحرب نظيفة و أخرى غير ذلك كما ادعى جورج بوش الأب و هو ينحر شعبا عن بكرة أبيه بالحديد و النار أمام أنظار العالم و يخرب حضارة الرافدين العريقة غاية في بناء ” نظامه الدولي الجديد ” .
لاوجود لحرب مدنية/حضارية و اخرى بربرية /وحشية كما كتب الجينرال البروسي “كارل فون كلاوزفيتس “.
الحرب هي قضية حياة أو موت كما كتب” سن تزو SUN TZU “في” فن الحرب THE ART OF WAR “. الحرب هي حالة الطبيعة الأولى التي تسكن البشر رغم المضاف الاجتماعي / الطبيعة الثانية التي يتمثلونها و يتقمصونها و هم يتصنعون العيش المشترك، و القيم النبيلة، و الفضائل الإنسانية، و المثل السامية و الأخلاق النبيلة …
يظل الإنسان جزءا من الطبيعة مهما فعل بل أشرس كائن على الإطلاق . هذا هو الدرس الذي يعلمنا إياه الفيلسوف الألماني الكبير EDMUND HUSSERL و هو الدرس الذي نستشفه أيضا من المراسلات الهامة بين مفكرين كوكبيين : ALBERT EINSTEIN و SIGMUND FREUD و هما يحللان “أزمة عصبة الأمم” وقد أورد ذلك سيغموند فرويد نفسه في مقالاته، و أبحاثه التي تعد من أنضج فترات فكره النظري و التي كتبها على مدى السنوات من 1938 – 1915 و جمعها المترجم الرصين الأستاذ سمير كرم في كتاب تحت عنوان ” أفكار لأزمنة الحرب و السلم ” ….

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.