تسجيل الدخول

مدينتان متوازيتان

اقلام حرة
said rahim28 يوليو 2023آخر تحديث : منذ 12 شهر
مدينتان متوازيتان

كنت في مواجهة قوية مع ريح غاية في الشدة . ريح عاتية. مرعبة و أنا عند انكسار موج الأطلسي بمدينة الزهور الساحرة . فضالة .أرى بعيدا صفحة المحيط الداكنة .المضطربة. غضب الطبيعة يشتد و يحتد ليتلجلج في قلبي شيء ما. هيولي ربما ..اشياء عن مدينتي المقيمة في رغما عني . لست أدري كيف تذكرت بتواز، و أنا في شرود طفيف. عابر الموج البارد الأجاج أيام صباي في مرتع طفولتي..هناك نحو الجنوب وخلف الأفق ..
طيف حاضرة المحيط أمام عيني .. مدينتي الملونة. أرقبها. اهيم بمخيلتي بين ظهرانيها .و بين متاهات دروبها قبل أن يستقيل الصباح . أحضنها من على ادغال POSÉIDON. او من على تلة ” ديكريت ” : اكروبوليس مدينتي التي يحضنها قلبي !!.
حيث تبدو جزيرة إغريقية و سط زرقة البحر. فاستحضر الإلياذة و الأوديسا وطروادة .
تذكرت في الآن عينه مدينة النوارس والرياح الهوجاء: ” الصويرة – موغادور” . لست أعلم كيف طفا فجأة على سطح حافظتي و شعوري و أنا أنصت لزفير ريح هوجاء.
لسمفونية صخب الموج يعبث بشراع قارب صيد من بعيد …
اتامل تأرجحه وهو يقاوم خضم اليم .
نبض لظى جزعي يشدني شدا ..
يحاصرني …
يعتصرني …
رغما عني يضنيني..
غصة المسافات والنأي..
ولظى منفاي شجن كمذاق ورق الدفلى يلهب نارا في حلقي منذ الصباح ..
في كل صباح …
يغزوني و أنا أقلب على مضض من ذكرياتي السحيقة فصولا .
ذكريات كأقواس قزح تنط أمامي وتتراقص كأشباح الدياجير .
اوفراشات نيون حانة….
لست أعلم كيف طفا هكذا على صفحة سراب قيظ الصيف قبالتي الصوت المدهش ل ” محترف الغربة ‘L’ ETRANGER PROFESSIONNEL ” مهندس الكلمات STÉPHANE MALLARMÉ العرب الراحل عبد الكبير الخطيبي و هو يطرز وصفا دقيقا ، ساحرا بأسلوب بودليري أخاذ لرياح موكادور / الصويرة في رائعته الأدبية، و بيان كتابته الأساس ” LA MÉMOIRE TATOUÉE ” قائلا :
” Essaouira.
Froide , souvent balayée par le courant des cannaries , la plage monte de l’eau , poussée par un horizon légèrement courbé.Il faut un regard pâle et malicieux pour éviter les grains de sable , qui attaquent quand on tourne la tête , et s’envolent gentiment , dans tous les sens.”

Abdelkébir Khatibi :1971, La mémoire tatouée , Autobiographie d’un décolonisé .Ed.Denoël . Paris .PP: 45-46..

(ناصر السوسي )

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.